المعماري سنان باشا ، الأسم بالكامل هو ( يوسف بن خضر بك بن جلال الدين الحنفي الرومي ) و هو من مواليد عام 895 هجريا- 1490ميلاديا ، و هو يعتبر من أشهر المعمارين المسلمين في الدولة العثمانية وعلى مستوى العالم الإسلامي بأكمله ، و كان أهم ما يميز أعمال المعماري سنان باشا هو قوة و صلابة و متانة و ضخامة أعمالة المعمارية و قد لقب ب (أبو العمارة التركية ) كما أطلق عليه الأتراك ، كما عرف بالكثير من الأسماء الأخرى منها : سنان باشا – سنان آغا – ميمار سنان – خوجه باشا ، و تمكن سنان باشا من المشاركة في الغزوات الحربية التي قام بها السلطان بايزيد الثاني ، و عندما أنتهى مدة تعليمه العسكري شارك في حملة بلغراد 927هـجريا ، كما أنه شارك في حروب السلطان سليم الأول على بلاد فارس و الشام و العراق و مصر و دول البلقان و المجر و جنوب فرنسا.
سنان باشا .. مولده ونشأته : يوسف بن خضر بك بن جلال الدين الحنفي الرومي الذي عرف بأسم سنان باشا هو من مواليد قرية تدعى ( آغير ناص – آغريناس ) (هذه القرية أطلق عليها أسمه فيما بعد فسميت بقرية ميمار سنان و ذلك تقيما لأعماله الهندسية الرائعة ) و هذه القرية كانت تتبع ولاية قيصرية في الأناضول ، و قد كان معروف عن المعماري سنان باشا منذ صغره أنه كان يحب و يعشق شق قنوات المياه في الحدائق بالأضافة إلى متعته و حبه الشديد لبناء الأكواخ وحظائر الحيوانات ، وقد قام سنان باشا بالألتحاق بالجيش العثماني و ذلك من أجل الحصول على فرصة جيدة للتعليم بالأضافة إلى التعين بوظيفة مرموقة بالدولة ، و بالفعل تمكن سنان باشا من الأنتقال إلى العاصمة و الألتحاق بأحدى المدارس الأبتدائية هناك و تعلم القراءة والكتابة و الفنون و بعدها ألتحق ب( الأوجاق ) المعماري و هي مدرسة مختصة بدراسة و تعليم العمارة و قد تخرج منها أكبر المعماريين مثل : سنان باشا – وداود أغا ، وغيرهم من كبار المعمارين الذين كان لهم الفضل في بناء أهم الأثار في تاريخ العمارة العثمانية والعالمية.
تلاميذ سنان باشا : لقد تتلمذ على أيدى المعماري الكبير سنان باشا العديد من التلاميذ من أبرزهم : أحمد آغا – وداود آغا – و يتيم بابا علي – و يوسف و سنان الصغير، وهناك العديد من الناس الذين يخلطون بين سنان الصغير و سنان المهندس الأكبر.
أعمال سنان باشا المعمارية : لقد اعطى سنان باشا قدر كبير من الأهتمام لدراسته المعمارية حتى أصبح من أهم وأبرز المعمارين و قد ركز على بناء القباب حتى أصبح ماهرا ومتميزا بها كما أهتم بتنسيق المساحات الفضائية الواسعة داخل البناء ، فقد ترك لنا سنان باشا ثروة من فن المعمار تتمثل في :441 أثرا هندسيا رائعا ، من بينها 80 مسجدا سلطانيا – 50 مسجدا عاديا – بالأضافة إلى الكثيرمن المستشفيات و الجسور و الأضرحة و بيوت القوافل و القصور و الحمامات التركية المعروفة و خزانات المياة و غيرها الكثير من الآثار المعمارية ، هذا بالأضافة إلى الأعمال المعمارية لسنان باشا خارج العاصمة حيث أمتدت إلى جميع أرجاءالدولة العثمانية فقد قام ببناء جامع محمد باشا البوسني في صوفيا عاصمة بلغاريا و جامع خسرو باشا المعروف بجامع الخسروية في حلب و جامع السلطان سليمان و مطعم السلطان الخيري في دمشق هذا بالأضافة إلى أهم وأبرز أعماله وهو المشاركة في ترميم قباب الحرم المكي .
وفاة سنان باشا : لقد عاش سنان باشا إلى ما يقرب من المائة عام ، و أستطاع أن يعاصر خمسة سلاطين مختلفة للدولة العثمانية و هم : بايزيد الثاني – وسليم الأول – وسليمان القانوني – وسليم الثاني – ومراد الثالث ، و قد توفاة الله في عام (996هجريا / 1588ميلاديا ) رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته .