هو عالم جغرافي شهير أستطاع أن يدهش العالم بأكمله من مسلمين وغير مسلمين بما قام بتقديمه من مؤلفات رائعة و مدهشة عرف قيمتها كل من عمل في مجال الرحلات الأستكشافية ، ولعل أول من عرف فضله وقيمة مؤلفاته هم البرتغاليون ، الذين تعلموا الكثير من مؤلفاته و بنوا الكثير من الأستكشافات الجغرافية على ما توصل إليه العالم الشهير ابن ماجد ، الأسم بالكامل هو ( شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركائب النجدي ) و قد أشتهر بلقب أسد البحر الهائج و عرف أيضا بالعديد من الألقاب الأخرى منها : المعلم – السائح ماجد ، و قد قام بتلقيب نفسه بشاعر القبلتين ، و كان بين مؤرخي العلوم يشتهر باسم النجدي و ترجع هذه التسمية نسبة إلى منطقة نجد .
نشأة ابن ماجد : كان ابن ماجد من مواليد جلفار على الساحل الجنوبي من الخليج العربي – إمارة رأس الخيمة – و ذلك عام 836 هجريا الموافق 1432 ميلاديا ، و قد نشأ ابن ماجد وسط أسرة تشتهر بمعرفة أصول الملاحة البحرية و تعرف بالعمل في مجال قيادة السفن ، حيث كان والده بحار معروف و محترف هذا بالأضافة إلى أن جده كان أيضا متمكن من علم البحار و أسراره ، و كان ابن ماجد كثير القراءة و الأطلاع على الكتب لعل من أهمها : معرب المجسطي البطليموسي – وكتب البتاني – وأبي حنيفة الدينوري – وكتاب المشترك لياقوت الحموي – وكتب ابن سعيد وابن حوقل .
وقد أثرت نشأة ابن ماجد على حياته و نجاحه ، ولم يتفوق ابن ماجد في علم الجغرافيا فقط و أنما كان بارعا ومتمكنا من اللغة العربية و قواعدها فتميز بأسلوب راقي جذاب ، كما كان ابن ماجد بارعا في علوم الدين والتاريخ والأدب .
مؤلفات ابن ماجد : لقد ترك ابن ماجد ثروة من العلم تختبئ بين صفحات مؤلفاته البارعة ومن أبرز هذه المؤلفات:
كتاب (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) الذي يعتبر من أشهر كتب ابن ماجد : و قد جمع ابن ماجد في هذا الكتاب خلاصة خبراته كما تحدث عن وصف دقيق للجزر و المواني و البحار ، كما ذكر في هذا الكتاب أهم المعلومات الهامة بالنسبة للملاحين الذين يترددون على البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر الصين .كتاب الفوائد و هو عبارة عن موسوعة كبيرة في علم الملاحة تتكون من عشرة أجزاء ، و لكن قام ابن ماجد بأختصاره بعد ذلك إلى مجلد واحد فقط من تأليفه عام 895هـجريا .
منظومات ابن ماجد : لابن ماجد العديد من المنظومات منها :
– (حاوية الاختصار في أصول علم البحار): وهي تختص بقواعد الملاحة، و قد نظمها ابن ماجد عام 866هـجريا ، و كانت بدايتها : الحمد لله الخالق ذي الجلال ** القاهر الفرد بلا مثال
– (المعربة) : وهي تتكون من حوالي 178 بيتًا ، حيث قام ابن ماجد فيها بتصحيح قياسات الخليج البربري – خليج عدن – ومجاريه من مرسى حافون إلى باب المندب ، ومن مراسي الساحل البربري – الصومالي – إلى مراسي الساحل العربي المقابل له ، و فيه قال ابن ماجد في وصف العلامات البحرية والبرية : يا سائلي عن صفة المجاري …. ثم قياس الأنجم الدراري .
– ( الأرجوزة السَّبْعِيَّة ) : و قد أطلق عليها هذا الأسم لأن فيها سبعة علوم من علوم البحر .
– (أرجوزة تصنيف قبلة الإسلام في جميع الدنيا أو تحفة القضاة) عام 893هجريا .
– (تصنيف القبلة) : وهي منظومة من 295 بيتًا يقوم فيها ابن ماجد بوصف جهات القبلة في جميع أقطار العالم القديم، وبدايتها : باسم الإله المستعان أبتدي ** مصلِّيًا على النبي أحمد
– (أرجوزة برّ العرب في الخليج ): وهي قصيدة تصف مسالك الخليج العربي ، تتكون من 100 بيت مطلعها :
يا طالقًا من آخر الفرات ** والبصرة الفيحاء خذ وصاتي .
– ( البائية المسماة بالذهبية ) : خاصة بشرح الإرقاق والإعزاز، بمعني أنها تصف الاقتراب من الساحل والابتعاد إلى عرض البحر، وأهم العلامات البحرية التي تميز الهند والصومال وقياساتها ، تتكون من 193 بيتًا بدايتها :
بدأت باسم الله ربي وخالقي ** ومستخلفي في جيرتي وأقاربي
– (السفالية): وهي في وصف الطرق البحرية من ساحل الهند الغربي وعمان إلى مراسي ساحل شرقي إفريقيا ، عدد أبياتها 807، بدايتها : الحمد لله الذي أنشأ الملا ** من عدمٍ جل تعالى وعلا .
مزايا مؤلفات أحمد بن ماجد :
أهم مميزات مؤلفات أحمد ابن ماجد أنها تعتمد على منهج علمي واضح يُركز على ثلاثة أسس هامة:
اصطفاء صحيح القديمواختراع الأصول السليمةاختيار التليد المختار والطريف المبتكر .