هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير المعروف بإبن كثير ، فهو عالم مسلم جليل وفقيه ومفسر ومؤرخ عظيم ، والده هو عمر بن كثير خطيب مسجد جامع بمدينة بصرة ، ولد عام 701هـ في سوريا بقرية تدعى ( مجدل ) .
عند اتمامه الخامسة عشر من عمره انتقل إلى دمشق ، فلازم الشيخ جمال يوسف بن الزكي المزي صاحب كتاب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة ، كما تفقه على يد الشيخ إبراهيم الفزازي ، ولازم أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قرأ عليه وأحبه وانتفع بكافة علومه كما التقى بالكثير من العلماء الأفاضل بدمشق ومصر
أهم مؤلفاته :
1- كتاب البداية والنهاية : يعتبر هذا الكتاب موسوعة تاريخية عملاقة فلا تزال إلى الآن مرجع مهم جدا لعلماء التاريخ ، فقد قام ابن كثير بجمع منذ بداية الخلق إلى نهايته ، فأصبحت أجزاء هذا الكتاب أحد وعشرون جزءا قد قسم كل جزء على حسب الحقب التاريخية ، فقد اختار ابن كثير طريقة التبويب على السنوات أ فإستطاع في مقدمة كتابه أن يذكر الطريقة التي يسير عليها الكتاب وكيفية ترتيبه .
فبدأ بالجزء الأول والذي سرد فيه بداية الخلق من خلق السماوات والأرض والملائكة وخلق سيدنا آدم إلى قصة ذي الكفل ، أما الجزء الثاني فقد ذكر فيه أمم أهلكهم الله إلى أصحاب الآيلة ، وكان الجزء الثالث من بداية قصة لقمان إلى البعثة النبوية ، واستطاع في الجزء الرابع أن يحكي قصة بدء الوحي إلى الهجرة النبوية الشريفة ، ومن بعد هذا الجزء استطاع أن يقسم الأحداث على بقية الأجزاء ، أما الأجزاء الأخيرة فقد عرض فيها ابن كثير الفتن والملاحم وعلامات الساعة ويوم القيامة ، حتى أن الجزء قبل الأخير قد اختص بالعرض على الله عز وجل ، كما أنه أنهى الكتاب بالفهرس ، فهذه الأحداث ترتبط ارتباطا وثيقا جدا بالتاريخ الهجري ، فأعظم ما في هذه الموسوعة أنها موسوعة تاريخية إسلامية ضخمة .
2- كتاب تفسير القرآن العظيم : وهذا الكتاب قد أشتهر بتفسير ابن كثير ويعد أيضا من أعظم مؤلفاته كما أنه يعتبر أصح تفسير .
3- كتاب التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ، وهذا الكتاب معروف بجامع المسانيد حيث جمع بين كتابي الشيخ المزي والشيخ الذهبي .
4- كتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ، ويعد هذا الكتاب هو اختصار لمقدمة ابن صلاح.
5- كتاب السيرة النبوية ويعرض فيها سيرة أشرف الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام .
6- كتاب طبقات الشافعية .
7- كتاب مسند الشيخين وهما أبو بكر وعمر بن الخطاب .
8- شرح البخاري وللأسف فقد هذا الكتاب.
9- له رسالة في الجهاد .
10- خرج أحاديث في مختصر ابن الحاجب .
وفاته : توفي ابن الكثير في عام 774هـ ، في دمشق عن عمر 73 عاما بعد أن فقد بصره في آخر أيامه حتى أنه قد أكمل كتابه جامع المسانيد وهو أعمى ، فقد أقضى حياته كلها بين البحث والتدقيق ليصل إلى صحة كل كلمة قد أوردها في كتبه ، فقد كان خير العلماء والمؤرخين وظلت كتبه وموسوعاته إلى الآن من أولى المراجع لأولي العلم فرحمة الله على شيخنا الجليل.