هو محيي الدين أحمد بن خير الدين ولد في مكة المكرمة عام 1888م ، سافر أبوه إلى الهند وأخذه معه وهو لا يزال في سن صغيرة فتعلم ونشأ نشأته الأولى في الهند حيث تربى تربية صوفية واستطاع أن يتعلم اللغة الإنجليزية والفارسية وأيضا الأردية والعربية وأتقنهم جيدا ، سمي بأبي الكلام أزاد لكونه خطيبا بارعا أما كلمة آزاد فتعني الحر باللغة الأردية .
عاش أبو الكلام آزاد بين السفر والترحال ، فلقد سافر إلى جميع بلاد الشرق الأوسط الإسلامية ما بين الفترة 1908 إلى 1912 حيث بدأ ببغداد ثم القاهرة ثم ارتحل إلى تركيا وسوريا وباريس وكان يعزم على السفر إلى لندن ولكن توفي أبوه فعاد إلى الهند مرة أخرى .
استطاع أبو الكلام أن يؤسس مجلة الهلال في الهند عام 1912 حيث نجحت هذه المجلة نجاحا مبهرا ولاقت استحسان الجميع وأصبحت من أهم المجلات الأردية انتشارا حيث كان مجالها هو الإصلاح الليبرالي الدستوري ، فكانت تدعو إلى إحياء فكرة الجامعة الإسلامية ليس فقط في الواقع ولكن في النفوس أيضا ومع حلول الحرب العالمية الأولى تم منع إصدار هذه المجلة كغيرها من المجلات والصحف الأخرى ولن ينتهي الأمر على ذلك فحسب بل سجن مؤسس المجلة وهو أبو الكلام آذاد لمدة ثلاثة سنوات ونصف .
بعد خروج آزاد من السجن انضم إلى حزب المؤتمر الهندي وكان منهجه ما يعرف بسياسة المقاومة السلبية في مواجهة الإستعمار الإنجليزي ولكن للأسف قبض عليه مرة أخرى وحبس قرابة العام وبعدما خرج تم إختياره لرئاسة حزب المؤتمر وذلك خلفا لمحمد على جوهر ليصبح بذلك أصغر من تولى هذا المنصب وعمل في هذه الفترة على توحيد الجهة ما بين المسلمين والهندوس .
شارك أبو الكلام في حركة العصيان الثلاثة حتى أنه سجن في هذه الفترة لأكثر من عام وعندما خرج من سجنه شارك في انتخابات أساسها قانون الحكم الذاتي وحقق بالفعل فوزا كبيرا حيث أختير من ضمن أحد أعضاء اللجنة الثلاثية ومهمتها الإشراف على أعمال الوزارات واختيارها .
تعرض أبو الكلام لفترة صعبة جدا وهي دخول الهند الحرب العالمية مع بريطانيا ضد ألمانيا وكان أبو الكلام في هذه الفترة أعيد اختياره مرة أخرى لرئاسة الحزب ولكن في النهاية تم إعتقال أبو الكلام ومن معه فثار الشعب على هذا الحكم وتم في النهاية الإفراج عنهم .
لم يكن أبا الكلام مع فكرة تقسيم الهند فكان معارضا تقسيم الهند إلى دةلتين باكستان والتي تشمل أعداد كبيرة من المسلمين والهند التي تشمل غالبية من الهندوس ، ولكن بعد استقلال الهند احتل أبو الكلام منصب وزير المعارف لمدة عشر سنوات .
مؤلفاته :
1- كتاب ( ترجمان القرآن ) حيث قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وشمل تفسيرة الكثير من الصور التوضيحية والخرائط والصور الآثرية .
2- قام بدراسات عميقة لتحديد شخصية ذي القرنين مستندا بذلك على القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والتاريخ اليهودي والفارسي .
3- قام بدراسة بعنوان ( شهيد أعظم ) حيث حلل فيها الأحداث التي جرت في كربلاء ومن وجهة نظره أن الإمام الحسين لم يكن ذا طموح سياسي شخصي .
وفاته : توفي أبو الكلام آزاد في دلهي وذلك عام 1958 من بعد أن قدم طيلة حياته خير مثال على الزعيم السياسي العظيم والعالم المسلم الذي بحث وبكل دقة في القرآن الكريم ، بل تناول علمه في نشر معاني القرآن من خلال ترجمته لتفسير معاني القرآن باللغة الأردية .