ظليل الملائكة
قام كعب بن مالك برواية قصة اسلام عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج فقال ” ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله فيها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا لنرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة شهد بدرًا واستشهد يوم أحد شهد بيعة العقبة الثانية. جعله رسول الله نقيبا على قومه من بني سلمة. ولما عاد إلى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الإسلام. وبعد هجرة الرسول إلى المدينة، لازم النبي ليل ونهار. وشهد معه غزوة بدر ”
استشهاد عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج
بعد ان شارك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر شارك معه ايضا غزوة احد ولكنه كان لديه احساس انه سوف يكون من شهداء غزوة احد وهذا لا يزيده الا اصرار ففرح كثيرا ولكن قرر ان يوصي ابنه على عائلته ويخبره ان احب واقرب الناس الى قلبه هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقال له :
” إني لا أراي إلا مقتولا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين.. وإني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله ..وإن عليّ دينا، فإقض عني ديني، واستوصٍ بإخوتك خيراً”.
وفي اليوم التالي دارات المعركة وشارك بها عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج ضد قريش وشهد المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم نصر كبير في البداية حتى ان صفوف قريش فرت من الهزيمة تاركة ارض المعركة ولكن حين رأى الرماه المسلمين النصر تركوا مواقعهم التي كان قد رسمها لهم رسولنا الكريم واتجهوا الى جمع غنائم جيش قريش .. فعندما رائت قريش انكشاف ظهر المسلمين اخذوا اماكنهم و دارت المعركة مرة اخرى ولكن انهزم المسلمين واستشهد العديد من المسلمين وكان من بينهم ظليل الملائكة عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج
لماذا اطلق عليه اسم ظليل الملائكة ؟
بعد ان انتهت الغزوة ذهب المسلمين يجمعون شهدائهم و كان ابن ظليل الملائكة جابر بن عبد الله يبحث بين الشهداء عن والده فحين وجده جمع اهله وظلوا يبكون عليه وحين وجدهم الرسول قال لهم صلى الله عليه وسلم ” ابكوه أو لا تبكوه فإن الملائكة لتظلله بأجنحتها “ومن هنا اطلق عليه اسم ظليل الملائكة .
” جابر بن عبد الله ” ابن ظليل الملائكة
فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يقول جابر بن عبد الله ” لقيني رسول الله ، فقال ” يا جابر، مالي أراك منكرًا مهتمًّا ؟ ” فقال جابر لسول صلى الله عليه وسلم .. استشهد أبي وترك عيالاً وعليه دين .. فاجابه رسول الله قائلا …
” ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا .. فقال : يا عبدي سلني أعطك، فقال ، أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيًا، فقال الله له : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، فقال عبد الله: يا رب، أبلغ من ورائي ” ومن هنا انزل الله سبحانه وتعالى قوله بسم الله الرحمن الرحيم ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” صدق الله العظيم .
ويقول جابر ايضا ان بعد مرور 46 عام على غزوة احد واستشهاد والده ودفنه حدث سيل عارم فاصيبت أرض القبور بالماء فقاموا بنقل الشهداء فشارك جابر بنقل والده فسبحان الله قد شاهد جابر والده في قبره كما هو وكانه نائما بالقبر .