الصمتُ للمرءِ حليفُ السلمِ . . . . وشاهدٌ له بفضلِ الحكمِوحارسٌ من زللِ اللسانِ . . . . في القولِ إِن عيَّ عن البيانِإِن السكوتَ يعقبُ السلامةْ . . . . فرب قولٍ يورثُ الندامهْالصمتُ أولى وما رجلٌ ممنعةٌ . . . . إِلا لها بصروفِ الدهرِ تعثيرُوالنقلُ غيَّرَ أنباءً سمعْتُ بها . . . . وآفةُ القولِ تقليلٌ وتكثيرُ –والعقلُ زينٌ ولكن فوقَه قَدَرٌ . . . . فما له في ابتغاءِ الرزقِ تأثيرُ –وكثرةُ القولَ دلَّتْ أن صاحبَها . . . . ألفى وبذر فاهجرْ واتقِ البذرا –رأيتُ سكوتي متحجراً فلزمتُهُ . . . . إِذا لم يُفِدْ ربحاً فلسْتُ بخاسرِ –الزمِ الصمتَ إِن أردتَ نجاةً . . . . ليس ضحضاحُ منطقٍ مثل غمرِ
بعضُ السكوتِ يفوقُ كُلَّ بلاغةٍ . . . . في أنفسِ الفهمينَ والأرباءِ
ومن التناهي في الفصاحةِ تَرْكُها . . . . والوقتُ وقتَ الخطبةِ الخرساءِ
يخوضُ أناسٌ في الكلامِ ليوجزوا . . . . وللصَّمْتُ في بعض الأحايين أوجزُ
إِذا كنتَ أن تحسنَ الصمتَ عاجزاً . . . . فأنتَ عن الإِبلاغِ في القولِ أعجزُ
“قد يحسبُ الصمتُ الطويلُ من الفتى . . . . حلماً يوقَّرُ وهو فيه تخلفُ”
“ألم ترأن الصمت حلمٌ وحكمةٌ . . . . قليلٌ على ريبِ الحوادثِ فاعلُه”
أطرقْ كأنكَ في الدنيا بلا نظرٍ . . . . واصمُتْ كأنكَ مخلوقٌ بغيرِ فمِ
وإِن صوابَ الصمتِ خيرٌ مغبةً . . . . من النطقِ المشوشِ للمتكلمِ