نبات الأرابيدوبسيس أو رشاد أذن الفأر ، هو نبات زهري صغير ينتمي إلى كاسيات البذور ذوات الفلقتين ، ليس له أهمية زراعية و لكن أهميته الحقيقية في الأبحاث التي تتعلق بعلم الوراثة و البيولوجيا الجزيئية .
نبذة عن نبات الأرابيدوبسيس :
هو نبات حولي منخفض قلما يرتفع إلى نصف متر ، و ثمار هذا النبات عبارة عن قرون يحتوي كل قرن بحدود ثلاثين بذرة أو أكثر قليلا ، و للنبات أصغر عدد كروموسوم ، يتميز لونه بأنه أخضر شاحب و قد يمتزج في بعض الأوقات ببعض العقد الأرجوانية.
تم اكتشاف نبات الأرابيدوبسيس في القرن السادس عشر و بالتحديد عام 1577م في جبال هارز في ألمانيا ، من قبل طبيب ألماني يُدعى يوهانس تال ، و قد أطلق على هذا النبات اسم بيلوزيلا سيليكوزا Pilosella siliquosa ، و في القرن التاسع عشر قام العالم غوستاف هينهولد بإجراء بعض الدراسات على هذا النبات ، و أطلق عليه اسم الأرابيدوبسيس .
و في القرن العشرين أُطلق على هذا النبات العديد من الأسماء ؛ منها رشاد أذن الفأر Mousse-eared cress، و رشاد الصخور Rock cress ، و جرجير أذن الفأر ، و كذلك أسمائه المتناقلة عن الفرنسية مثل عشبة المروج ، وعربة الراهباتarabette des dames. و جرجير تال ، و من أهم المناطق التي يتواجد فيها نبات الأرابيدوبسيس ؛ أوروبا ، آسيا ، و شمال غرب أفريقيا ، من جنوب الجزرِ البريطانيِة إلى المغرب ، و شرقا إلى اليابان و من المنطقة الجنوبية الشرقية إلى شمال الهند .
خصائص تميز نبات الأرابيدوبسيس :
– يتميز نبات الأرابيدوبسيس بأن دورة حياته سريعة للغاية ؛ حيث يستغرق حوالي 5-6 أسابيع بدءً من إنبات البذور وصولًا لإعطاء محصول جديد من البذور الناضجة.
– كما يتميز هذا النبات بأنه صغير الحجم ، و يمكن زراعته بسهولة في المخبر و في مساحات صغيرة نسبيًا ، و بالتالي يسهل إجراء الدراسات الوراثية عليه ، فهو من أكثر النباتات المنتجة للبذور ، حيث يصل إنتاج النبات الواحد للبذور حوالي 10000بذرة .
– يتميز نبات الأرابيدوبسيس أيضًا بأن يمكن تعديل مادته الوراثية بسهولة ، و ذلك من خلال بكتيريا تُسمى (Agrobacteriumefaciens) كناقل للجينات المراد إدخالها.
– يمكن إحداث الطفرات في المادة الوراثية ، من خلال تعريض البذور للإشعاع أو معاملتها ببعض المركبات الكيميائية المطفرة ، كما يتميز هذا النبات بأن تلقيحه ذاتيًا و ذلك على عكس الأنواع الأخرى التي تنتمي لنفس عائلته.
أهمية نبات الأرابيدوبسيس :
تم إدخال هذا النبات الصغير إلى العلوم البيولوجية ؛ مثل علوم تكوين الجينوم ، و علوم تكوين البروتين ، و علوم فهم طرائق عمليات الاستقلاب ، كما يساهم هذا النبات في إنتاج محاصيل معدلة التكوين الوراثي أكبر إنتاجية ، و ألذ طعما ، و أشد مقاومة للجفاف و الأمراض و الحشرات ، و أكثر مقاومة للتغيرات المناخية أيضًا ، كما أمكن الحصول على ضروب من الأرابيدوبسيس قادرة على صنع أصبغة الأنتوسيان الأحمر الكاشف للمواد المنبعثة من زراعة الألغام خلال 3-5 أسابيع من زراعتها ، هذا بالإضافة إلى أن وكالة الفضاء و الطيران الأمريكية ، صرحت أن المكتشف الحي الأول للمريخ ، سيكون كائناً هجيناً بين الأرابيدوبسيس و قنديل البحر من نوع ايكوريا فيكتوريا Aequorea Victoria