صلى عليك الله يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأيامُ هتفت لك الأرواح من أشواقها وازينت بحديثك الأقلامُ.
لو أن أنفاس العباد قصائد حفلت بمدحك في جلال علاكا ما أدركت ما تستحق وقصّرت عن مجدك الأسما وحسن سناكا.
سَطَعَ الهُدَى وَتَهَلَّلَتْ اسْــــرارُ وسـَــرَتْ بِمَكَّــةَ يَوْمَها الاخبَـاار.. وُلِـدَ البشِيرُ مُحَمَّدٌ فِي أمــَّــــةٍ مِنْ بطْنِ يَعْرُبَ وَالبُطُونُ ثِمَـارُ.. تِيهِي أَمَكـَّـةُ فالْحَبِيبُ مُحَصًّـن في بَيْتِ هَاشِمَ وَالعَبِيرُ يــُـــدَارً هــــذَا الوَلِيدُ مُبَاركٌ فِي حِلـِّــهِ.. رَحـــلَ الظَّلامُ وحَلــَّتْ الأنوارُ.
الوحي ينزل في حراء حاملا دينا ومنهاجا فصلوا وارغبوا.. ولتقتدوا بالمصطفى في هديه فهو الأمين هو الذي لا يكذب.. وهو الذي حمل الأمانة.. وهو من ذاق الشقاء لأجلنا يتعذب.. لاقى صنوف القهر حتى يرتقي بالناس أخلاقا فتاب المذنب.. ما جاء إلا كي يتم مكارم الأخلاق شمسا ضوؤها لا يغرب.. أحببته حبا تسامى في دمي وعلى جبيني حبه يتصبب.
علَّمْتَنَا يا سَيِّــدِي نَيــْـلَ المُنـَـى بِعَقِيــدَةِ التَّوْحِيــــدِ نِعْـــمَ الـدَّارُ.. بِأبـِـي واُمـِّـي سَيَِّدِي وَمعلِّمــِـي.. بَلَّغـْـتَ قَوْمـَـك َبالجَدِيـدِ فَحـَـارُو لكـــنَّ خيْــلَ الكُفْرِ تأبـَـى عــزَّةً فَغَــدَتْ تُمَارسُ حِقْــدَهَا الكُفَّـارُ.. شَبَّتْ عُرُوقُك َفِي مَدَارِجِ مِحْنَةٍ رَاحَــتْ تسَانــدُ جَهلَهـَا الفجـَّارُ في شِعْبِ عَمِّكَ قَدْ تَمَادَى شرُّهُمْ فَرَضُو حِصَاراً والحِصَارُ شَنَارُ.. في عامِ حُزنِكَ سَيِّدِي وَمُعَلِّمِــي إسْــراءُ رَكْبِكَ والحَبيبُ يُـــزَارُ.. في البَيْعَتَيْنِ زَرَعْتَ أوَّلَ غرْسَةٍ وَأقمْـتَ صَرْحـا ًحِضْنُهُ الانصَارُ.