فلنتأمل معاً قول جميل صدقي الزَّهاوي:
يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ؛ فهو إِذا أضَاعَه زالَ عَنه السَّعيُ والعَملُ
لمْ يَعبُدِ النَّاسُ كلُّ النَّاسِ في زَمنٍ سِوى إِلهٍ لَهُ شَأنٌ هو الأملُ
وسنجد بعض الشُّعراء يجتهدون في تفسير الأمل، منهم نازك الملائكة في قولها:
قَالوا الأمَلْ
هو حَسرَةُ الظَّمآنِ حِينَ يَرى الكُؤوسْ، في صُورةٍ فَوقَ الجِدارْ
هو ذَلكَ اللَّونُ العَبُوسْ، في وجهِ عُصفورٍ تَحطَّمَ عُشُّهُ فبَكَى وطَارْ
وأقَامَ ينتظرُ الصَّباحَ لَعلَّ مُعجزةً تُعيدْ، أنقَاضَ مَأواهُ المخرَّبِ مِن جَديدْ
ويشير الشَّاعر عبد الصمد بن المعذل إلى استمرار الأمل حتَّى بعد فناء الآمل؛ فيقول:
ولِي أملٌ قطعتُ بِهِ اللَّيالِي أرَانِي قَدْ فَنيتُ بِه ودَامَا
أمَّا ابن هانئ الشَّاعر الأندلسي فيرى أن الأعمار أقصر من الآمال؛ يقول:
إنَّا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعْمَارِنَا قِصَرُ
وهو ذاته قول البحتري:
لَنَا في الدَّهْرِ آمَالٌ طِوالٌ نُرَجّيهَا وأعْمَارٌ قِصَارُ