أيهـا القـائمـون بـالأمـر فيـنا هـل نـسيــم ولاءنـا والـودادا خفظـوا جيشكـم ونامـوا هـنيئـا وابتغـوا صيدكـم وجـوبوا البـلادا وإذا أعـوزتـكـم ذات طـــوق بيـن تلك الربـى فصيـدوا العبـادا وإنـمـا نحـن والحـمام ســواء لـم تغـادر أطـواقنـا الأجـيـادا.
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي ولدت ولما لم أجد لعرائسي رجالا وأكفاء وأدت بناتي وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي.
لاح منها حاجب للناظرين فنسوا بالليل وضاح الجبين ومحت آيتها آيته وتبدت فتنة للعالمين نظر ابراهام فيها نظرة فأرى الشك وما ضل اليقين قال: ذا ربي، فلما أفلت ((قال: إني لا أحب الآفلين)) ودعا القوم إلى خالقها وأتى القوم بسلطان مبين رب إن الناس ضلوا وغووا ورأوا في الشمس رأي الخاسرين خشعت أبصارهم لما بدت وإلى الأذقان خروا ساجدين نظروا آياتها مبصرة فعصوا فيها كلام المرسلين نظروا بدر الدجى مرآتها تتجلى فيه حينا بعد حين ثم قالوا: كيف لا نعبدها هل لها فيما ترى العين قرين هي أم الأرض في نسبتها هي أم الكون والكون جنين هي أم النار والنور معا هي أم الريح والماء المعين هي طلع الروض نورا وجنى هي نشر الورد، طيب الياسمين هي موت وحياة للورى وضلال وهدى للغابرين صدقوا لكنهم ما علموا أنها خلق سيبلى بالسنين أإله لم ينزه ذاته عن كسوف؟ بئس زعم الجاهلين إنما الشمس وما في آيها من معان لمعت للعارفين حكمة بالغة قد مثلت قدرة الله لقوم عاقلين.
أنا العاشق العاني وإن كنت لا تدري أعيذك من وجد تغلغل في صدري خليلي هذا الليل في زيه أتى فقم ناتمس للسهد درعا من الصبر وهذا السرى نحو الحمى يستفزنا فهيا وإن كنا على مركب وعر خليلي هذا الليل قد طال عمره وليس له غير الأحاديث والذكر فهات لنا أذكى حديث وعيته ألذ به إن الأحاديث كالخمر.
رثى حبيبا ورثى بعده لذلك الموفي على الرمس كانا إذا ما ظهرا منبرا حلا من السامع في النفس فأصبحا هذا طواه الردى وذاك نهب في يد البؤس لولا سليم لم يقل قائل ولم يجد من جاد بالأمس لله ما أشجعه إنه ذو مرة فينا وذو بأس يقوم في مشروعه نافذا كأنه عنترة العبسي تلقاه في الجد كما تبتغي وتارة تلقاه في الهلس سركيس إن راقك ما قلته في معرض الهزل فقل مرسي أقسم بالله وآلائه بعرشه باللوح بالكرسي بالخنس الكنس في سبحها.