لطالما ارتبط فيتامين د بالتصلب المتعدد ( MS )، ويبدو أن العديد من الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد يكون لديهم مستويات أقل من فيتامين د بالمقارنة مع أولئك الذين ليس لديهم مرض التصلب العصبي المتعدد، لكن هناك أدلة متزايدة على أن فيتامين ” د ” قد يكون طريقة آمنة وفعالة لعلاج المرض، بل ومنعه أيضا .
فيتامين د ومرض التصلب العصبي المتعدد
ارتبطت مستويات منخفضة من فيتامين د مع الانتكاسات الخاصة بمرض التصلب العصبي المتعدد وتطور المرض، وهذا بحسب ما خلصت إليه العديد من الدراسات وتصريحات الباحثون، أهمهم دراسة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة ( HSPH ) والتي أكدت أن المستويات المنخفضة من فيتامين د يمكن أن تتنبأ بشدة وتسرع من تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد لدى الناس في المراحل المبكرة من المرض .
وفي دراسة أخرى تتبعت العلاقة بين مستويات فيتامين د عند الأمهات حديثي الولادة وخطر تطوير مرض التصلب العصبي المتعدد، مما يدل على إمكانية أن الوقاية من مرض التصلب العصبي المتعدد يمكن أن تنطوي على أخذ المكملات الصحيحة أثناء الحمل .
عامل خطر يمكن الوقاية منه
ولأن فيتامين د هو أمر يمكن للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد التحكم فيه وإدارته، فإنه يعتبر عامل بيئي قابل للتعديل، ويمكن للناس تناول مكملات فيتامين د بدون وصفة طبية، ويمكنهم قضاء المزيد من الوقت في الشمس ( مع اتخاذ الاحتياطات )، ويمكن تغيير نظامهم الغذائي ليشمل المزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د، ويقول جايمي إميتولا مدير عيادة التصلب المتعدد وبرنامج الأبحاث المتعدية في جامعة ولاية أوهايو في تصريح من قبل لصحيفة هيلث لاين : ” إن فيتامين د يمكن التحكم فيه، وتشير الدلائل إلى قدرته المهمة بالنسبة لمرضى التصلب العصبي المتعدد بشكل عام ” .
وأضاف أنه في حين أن المستوياتالتي تبلغ 30 وحدة من فيتامين د تعد جيدة بشكل عام، فإن الأشخاص الذين لديهم مرض التصلب العصبي المتعدد قد يستهدفون الأرقام بين 50 إلى 70 وحدة، وتشير الأبحاث الواعدة من جامعة ييل إلى الدور المحتمل لفيتامين د في الوقاية العصبية، وفي جامعة كامبريدج تظهر دراسة أخرى كيف يمكن لفيتامين د إصلاح المايلين، وكلا من الحماية العصبية وإصلاح المايلين ضروريان لإبطاء أو إيقاف تقدم مرض التصلب المتعدد، ومع ذلك ليست كل الدراسات حول هذا الأمر إيجابية، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن فيتامين د يمكن أن يقاوم الإجهاد التأكسدي في معظم الناس ولكن ليس في مرضى التصلب المتعدد، لكن المعروف أن الإجهاد التأكسدي يسبب الالتهاب ويزيد من التفاقم وتطور المرض لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد .
أسباب نقص الفيتامينات
يمكن أن يكون سبب نقص فيتامين د مجموعة متنوعة من الأشياء، فمع تقدم الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد وتطور المرض، قد لا يكونوا نشطين وبالتالي يقضون وقتا أقل في الخارج، والأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد قد يزداد وزنهم أيضا بسبب عدم النشاط، مما يؤدي إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم ( BMI )، والذي قد يؤدي أيضا إلى انخفاض مستويات فيتامين د، وبسبب الشيخوخة العامة قد يكون لدى الكلى وقتا أكثر صعوبة في تحويل فيتامين د إلى شكل يمكن أن يستخدمه الجسم .
نصائح لزيادة مستويات فيتامين د
تقول سوزان وينر وهي أخصائية تغذية مسجلة أن لديها بعض الاقتراحات لزيادة مستويات فيتامين د، حيث صرحت أن الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد لابد لهم من تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بفيتامين د، مثل سمك السلمون والماكريل وعيش الغراب المعرضين لضوء الأشعة فوق البنفسجية، والحليب المدعم بحمض د، والحبوب المدعمة بفيتامين د، وعصير البرتقال، واللحم البقري أو كبد العجل، وصفار البيض، والجبن، والسردين المعلب في الزيت، وزيت كبد سمك القد – مع إشارتها لاستخدامه بحذر بسبب مستوياته العالية من فيتامين أ .
وأضافت واينر : ” قد يصف الطبيب مكملات فيتامين د لدى بعض مرضى التصلب المتعدد الذين لا يستطيعون استهلاك كمية كافية منه خلال وجباتهم الغذائية، ويجب تذكر أن يتم التحقق دائما من مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي مكملات غذائية من الفيتامينات أو المعادن “، ولكن لا يزال الحكم في أوله في أن فيتامين د يؤثر إيجابيا على المصابين بالتصلب المتعدد .