دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي من صَبْوَتي فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي يَا لَلضَّعيفَينِ اسْتَبَدَّا بي ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي.
هَمَّ فجرُ الحياةِ بالإدبارِ فإذا مرَّ فَهْيَ في الآثارِ والصِّبا كالكرى نعيمٌ ولكنْ ينقضي والفتى به غيرُ داري يغنم المرءُ عيشَه في صِباهُ فإذا بان عاش بالتَّذكار .
أهلَ «فينيقيا» سلامٌ عليكمْ يومَ تفنى بقيّةُ الأدهار لكمُ الأرضُ خالدين عليها بعظيم الأعمالِ والآثار خضتُمُ البحرَ يومَ كان عصيّاً لم يُسخَّر لقوّةٍ من بخار وركبتم منه جواداً حروناً قَلِقاً بالممرَّس المغوار إن تمادى عَدْواً بهم كبحوهُ وأقالوه إن كبا من عِثار.
جَمَعَ الصِّحَابَ علَى هَوىً وَإِخَاءِنَجْمَانِ مِنْ صَدْنَايَا وَالشَّهْبَاءِ طَلَعَا بِأُفْقِ النِّيلِ وَانْجَلَيَا بِهِ فِي هَالَةٍ مِنْ سُؤْدِدٍ وَعَلاَءِ فَلَكُ الكَنَانَةِ وَهْوَ جَوْهَرَةُ الْعُلَى يَجْلُو سَنَاهُ كَوَاكِبَ الأَحْيَاءِ.
مَا لِهَذَا الخَافِقُ الوَاهِي يَجِبْ جَزَعاً لِلمَوْتِ وَالمَوْتُ يَجِبْجَلَلٌ أَنْ يَتَوَلَّى شَاعِرٌ كَيْفَ وَالشَّاعِرُ عُبْدُ المُطَّلِبْ أَنُعَزِّي فِيهِ أَهْلاً أَوْ حِمًى وَالْمُعَزَّى فِيهِ جُمَّاعُ العَرَبْ هَلْ قَرَأْتُمْ شِعْرَهُ إِلاَّ وَقَدْ خِلْتُمُ السِّحْرَ مِنَ الشِّعْرِ وَثَبْ فَاعِلاً مَا عَزَّ أَنْ تَفْعَلَهُ فِي رَصِينَاتِ النُّهَى بِنْتُ العِنَبْ دَرُّهُ كَالدُّرِّ فِي كَاسَاتِهَا وَنِظَامُ الدُّرِّ فِيهِ كَالجَبَبْ كَمْ رَوَاهُ مُنْشِدُوهُ فَارْتَوَى سَامِعُوهُ مِنْ يَنَابِيعِ الطَّرَبْ قَيَّضَ الإِبْدَاعُ فِيهِ مُلْتَقَى أَدَبَيْنِ اتَّصَلاَ بَعْدَ حِقَبْ.
إلى أَيِّ امْتِدَادٍ في البَقَاءِ تُرَوِّعُني مُنَايَا أَصْدِقَائِي شَكَتْ عَيْنيّ وَمَا ضَنَّتْ قَدِيماً نُضُوبَ الدَّمْعِ مِنْ فَرْطِ البُكَاءِ وَأخْلَقَ جِدَّةَ الإِلْهَامِ فِكْرِي مِنَ التِّكْرَارِ في نَظْمِ الرِّثَاءِ فَحَتَّامَ الجِراحُ تَظَلُّ تُدْمَي وَتُنْكِؤُهَا رَزِيئَةُ كُلِّ نَاءِ عَلِيُّ إذا ثَويْتَ رَهينَ رَمْسٍ فَقَدْ عَجِلَتْ عَلَيْكَ يَدُ الفَنَاءِ وَمَا قُوْلي الفَنَاءُ وَأَنْتَ حَيٌّ حَيَاةُ الخَالِدِينَ بِلا مِرَاءِ رَقَيْتَ إلى جوارِ اللهِ تُجْزَى بِمَا قَدَّمْتَهُ أَوَفَى الْجَزَاءِ وَبَانَ لِنَاظِرَيْكَ السِّرُّ فِيمَا جَهِلَنَا مِنْ تَصَارِيفِ القَضَاءِ تَرَى كَيْفَ الوَرَى مِنْ حَيْثُ تُوفِي وَكَيْفَ الأَرْضُ مِن أَوْجِ السَّمَاءِ.
زَمْزَمٌ أَسْرَتْ إِسْرَاءَ يُمْنِ تُغْرِي الدَّيَاجِيرَ بِالضِّياءِ وَفِي جَلاَ الصَّبَاحِ أَبْدَتْ قُرَّةَ عَيْنٍ لِكُلِّ رَاءِ إِنْ هَاجَمَتْهَا الرِّيَاحُ رَدَّتْ هَوْجَاءَهَا وَهْيَ كَالرُّخَاءِ إحْدَى ثَلاَثٍ نَرجُو مَزِيداً لَهُنَّ يَأْتِي عَلَى الوَلاَءِ يَا حَبَّذَا المَاخِرَاتُ فِي البَ حْرِ وَالمُغِذَّاتُ فِي الهَوَاءِ مَرَاكِبُ السِّلمِ غَازِيَاتٌ مَا عَزَّ نَيْلاً مِنَ الثَّرَاءِ بِهِنَّ تَنْأَى تُخُومُ مِصْرٍ إلى النِّهَايَاتِ فِي الفَضَاءِ يَا طَلْعْتَ الخَيْرِ ذَاكَ جُهْدٌ يَقْصُرُ عَنْهُ جُهْدُ الثَّنَاءِ هَيَّأْتَ بِالصَّفْقَتَيْنِ فَتْحَاً لِمِصْرَ فِي المَاءِ وَالسَّمَاءِ فَمِصْرٌ فِي المَسْبَحَيْنِ وَالمَسْ رَحَيْنِ مَرْفُوعَةُ اللِّواءِ.
تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً خِلاَلَ القُرُونِ إِلىَ مَا وَرَاءْ وَمَا طِيَّتِي غَيْرَ أَنِّي وَقَفْ تُ بآثَارِ فَنٍّ عَدَاهَا الفَنَاءْ هَيَاكِلُ شَيَّدَهَا لِلخُلُو دِ نُبُوغُ جَبَابِرَةٍ أَقْوِيَاءْ فَجِسْمِيَ فِي دَهْرِهِ مَاكِثٌ وَقَلْبِيَ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ نَاءْ أَجَلْتُ بِتِلْكَ الرُّسُومِ لِحَاظاً يُغَالِبُ فِيهَا السُّرُورَ البُكَاءْ فَمَا ارْتَهَنَ الطَّرفَ إِلاَّ مِثَالٌ عَتِيقُ الجَمَالِ جَدِيدُ الرُّوَاءْ مِثَالٌ لإِيزِيسَ فِي صَلْدِهِ تُحَسُّ الحَيَاةُ وَتَجْرِي الدِّمَاءْ يَرُوعُكَ مِنْ عِطْفِهِ لِينُهُ وَيُرْوِيكَ مِنْ رَوْنَقِ الوَجْهِ مَاءْ بِهِ فُجِرَ الحُسْنُ مِنْ مَنْبِعٍ فَيَا عَجَباً لِلرِّمَالِ الظِّمَاءْ فتون الدَّلاَلِ وَرَدْعُ الجَلاَلِ وَأَمْرُ الحَيَاةِ وَنَهْيُ الحَيَاءْ.