إن التقاط صورة كل يوم ونشرها عبر الإنترنت له مجموعة من الفوائد، وذلك بحسب ما أكد مجموعة من الباحثين الذين قالوا أن هذا الأمر يدعم تحسين الرفاهية، وقد سجلت دراسة الصور التي التقطها مجموعة من الأشخاص والنص الذي أضافوه، وكيف تفاعلوا مع الآخرين على الموقع الذي نشروا من خلاله صورهم، لمدة شهرين .
التقاط الصور ومشاركتها عبر الإنترنت له عدة فوائد
إن التقاط صورة كل يوم ونشرها عبر الإنترنت له فوائد معقدة، حيث يقول الباحثون أنها تدعم تحسين الرفاهية، وتعد هذه بطبيعة الحال ظاهرة اجتماعية شائعة جدا، لاسيما مع وجود الانستغرام ” Instagram ” مع أكثر من 1.5 مليون صورة، في حين أن هناك الآلاف من أعضاء Blipfoto وهو موقع رئيسي لنشر صورة كل يوم، وفي دراسة شارك في القيام بها الدكتور ليز بروستر من جامعة لانكستر، والدكتور أندرو كوكس من جامعة شيفيلد، سجلت ما التقطته مجموعة من الناس من صور، وما أضافوه عليها من نصوص، وسجلت الدراسة كيف تفاعل هؤلاء الناس مع الآخرين على الموقع بنشر صورة كل يوم لمدة شهرين .
اكتشافات الباحثون
وجد الباحثون أن التقاط صورة يومية يعمل على تحسين الشعور بالرفاهية من خلال :
1- العناية بالنفس .
2- التفاعل مع المجتمع .
3- إمكانية تكوين بعض الذكريات .
4- تسجيل لحظة لتكون في الذهن دائما، لحظة تبحث عن شيء مختلف أو غير عادي في اليوم لإلقاء الضوء عليه، الأمر الذي يعمل على زيادة الفوائد الإيجابية لممارسة الأشياء المفيدة .
تصريحات بعض المشاركين في الدراسة
قال أحد المشاركين : ” وظيفتي كانت عبارة عن دورا مرهقا للغاية، فقد كانت هناك بعض الأيام التي لم أتوقف فيها عن التنفس، أنت تعرف ما أعنيه، وفكرة واحدة تخطر ببالي : أنني يجب علي الانتظار للحظة معينة، والتي سوف أوقفها لكي ألتقط صورة لها، مثل هذه الحشرة الجالسة على حاسوبي أو أي شيء مثير للاهتمام ومختلف، إن مجرد أخذ صورة لتجميد لحظة ما أمر مفيد للغاية، كما أدى ذلك لمزيد من التمرين وأعطى إحساسا بالهدف والكفاءة والإنجاز ” .
وقال مشارك آخر : ” إن هذه الفكرة شجعتني للخروج من المنزل أحيانا، عندما كنت لا أفعل شيئا أكثر من مجرد الجلوس مع فنجان من الشاي، أما الآن سأفكر في أنه ربما يمكنني السير إلى شاطئ البحر لكي ألتقط صورة جميلة على مسافة ميلين على طول الساحل ” .
فوائد اتصال الآخرين ببعضهم البعض عبر الإنترنت
ساعد الاتصال عبر الإنترنت الأشخاص على التخلص من الوحدة والحزن، فضلا عن مقابلة أشخاص جدد لديهم اهتمامات مشتركة، وقد أخذ العديد من المشاركين تقاعدا مبكرا ووجدوا أن الاتصال الذي تم إنشاؤه عن طريق الصورة في اليوم، قد حل محل بعض الأحاديث اليومية التي غاب عنها، وقال أحد المشاركين : ” هناك المزاح في ورشة العمل أو المكتب أو المكان الذي تعمل فيه، وربما تعرض الصورة التي تقوم بتنزيلها في اليوم على الموقع ذلك، وبالتالي يعمل هذا الأمر على خلق محادثات مع أشخاص جدد غير مكان العمل ” .
وقد خلقت مشاركة التفاعلات عبر الإنترنت مجتمعا، استنادا إلى الصور والنصوص المرافقة لها، ويقول أحد المشاركين : ” يمكن أن تكون الصورة التي تمت مشاركتها سيئة، لكن إذا علق عليها شخص ما وتفاعل معها، فإنه يجعل الأمر يستحق العناء “، وقد تم استخدام النص عبر الإنترنت لتقديم روايات شخصية، ذكريات، وتوضيحات للصور المتكررة .
ويقول أحد المشاركين : ” أشعر أنني أكثر من أي وقت مضى قادر على تمرير صفحتي إلى أسفل، ليكون من الجيد أن أكون قادر على رؤية وتذكر الذكريات الجيدة، حيث أن الصور التي تم التقاطها سيكون لها ذكريات إيجابية تعلق في العقل، حتى لو كانت شيء بسيط، مثل أخذ نصف ساعة لتناول طعام الغداء والجلوس في الخارج، حيث أنه كان شعور جيد قمت فيه بالاسترخاء حقا “، ويقول الباحثون أن هذه الممارسة هي ” عملية فعالة لإضفاء المعنى على الأشياء “، حيث تظهر مفاهيم جديدة للرفاهية .