يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ جاء يَسْعَى تحتَ أستاركَ كالطيفِ الغريبِ حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ.
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ هو ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ.
الليلُ يسألُ من أنا أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ أنا صمتُهُ المتمرِّدُ قنّعتُ كنهي بالسكونْ ولفقتُ قلبي بالظنونْ وبقيتُ ساهمةً هنا أرنو وتسألني القرونْ أنا من أكون؟ والريحُ تسأل من أنا أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ أنا مثلها في لا مكان نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ نبقى نمرُّ ولا بقاءْ فإذا بلغنا المُنْحَنى خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ فإِذا فضاءْ.
أماه وحشرجةٌ ودموع وسواد وأنبجس الدم وأختلج الجسم المطعون والشعر المتموج عشش فيه الطين أمــــــاه ولم يسمعها إلا الجلاد وغداً سيجيئ الفجر وتصحو الأوراد والعشرين تنادي والأمل المفتون فتجيب المرجة والأزهار رحلت عنا غسلاً للعار ويعود الجلاد الوحشي ويلقى الناس العار (ويمسح مديته) مزقنا العار ورجعنا فضلاء بيض السمعة أحرار يــاربَّ الحانة أين الخمرة وأين الكاس نادي الغانية الكسلا العاطرة الأنفاس أفدي عينيها با القرأن وبلأ قدار أملئ كاساتك يا جزار وعلى المقتولة غسلاً للعار.
تمرّ عليها يد العاصفه فتمسحها دونما عاطفه وتسلمها للعدم ونحن ضحــايا هنا تجوع وتعطش أرواحنا الحائره ونحسب أن المنى ستملأ يوما مشاعرنا العاصره ونجهل أنّا ندور مع الوهم فى حلقات نجزّىء ايامنا الاّفلات إلى ذكريات وننتظر الغد خلف العصور ونجهل أن القبور تمد الينا بأذرعها البارده ونجهل أن الستائر تخفى يدا مارده.
سنحلم أنّا نســــير الى الأمس لا للغـــــــــــد وأنّا وصلنا الى بـــــــابل ذات فجـــــــــــــر نـــد حبيبين نحمـــــل عهد هوانــــــــا الى المعبـــد يباركنا كاهـــــــــــن بابــــــــــلىّ نقــــىّ اليــــد.
عبثاً تَحْلُمين شاعرتي ما من صباحٍ لليلِ هذا الوجود عبثاً تسألين لن يُكْشف السرُ ولن تَنْعمي بفكِ القيودِ في ظلال الصفصافِ قَضَيتِ ساعاتكِ حَيْرى تُمضُك الأسرارُ تسألين الظلالَ و الظلُ لايعلمُ شيــــــئاً أبداً تنظرين للأ ُفق المجهول حَيْرى فهل تجلّى الخفيُّ؟ أبداً تسأليـــــن
صمتٌ مُسْتغلِقٌ أبديُّ فيمَ لا تيأسينَ؟ ما أدركَ الأسرارَ قلبٌ من قبلُ كي تدركيها أسفاً يا فتاةُ لن تفهمي الأيامَ فلتقنعي بأن تجهليها أُتركي الزورق الكليل تسِّيرْه أكفُّ الأقدارِ كيف تشاءُ ما الذي نلتِ من مصارعة الموجِ؟ وهل نامَ عن مناكِ الشقاءُ؟ آهِ يا من ضاعتْ حياتك في الأحلامِ ماذا جَنَيْتِ غير الملالِ؟ لم يَزَلْ سرُّها دفينا فيا ضياعهَ عُمْرٍ قضَّيتِهِ في السؤالِ هُوَ سرُّ الحياة دقَّ على الأفهامِ.