مجموعة من الخواطر والأشعار لإبن الرومي.
أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ كذوبٍ يُريد الانقياد إلى الصدقِ مضت حقبة ٌ وهو الخبيث مآكلاً يحاول طيب الرزق من مطلب الرزق وقد كان ممن يشهدُ الزور مرة ٌبأنزرِ منزورٍ وما ذاك بالطلقِ ويعرض علق الصدر من حُرِّ شعره على القوم لا يدرون ماقيمة العلقِ أحلَّ حرامَ المدح في غير أهله فجوزي حرماناً فلم يؤتَ من حذقِ وليس له من توبة غيرُ مدحه ذكياً كريم الفرع مثلك والعرقِ فأعتقه من رق المذلة إنه على ثقة ٍ في نفسه منك بالعتقِ.
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ له عن عدوًّ في ثياب صديقِ عليك بدارٍ لا يزول ظلالُها ولا يتأذى أهلُها بمضيق فما يبلغُ الراضي رضاهُ ببلغة ولا ينقعُ الصادي صداه بريق.
شبهي بوجنتك المليحة مُوجبٌ حقي عليكا فبحرمتي لما استجتَ لجاعلي سبباً إليكا.
قالوا أأرهنت دماً فقلتُ أرهنتُ ثقهْ عند الذي أعرفه برحمة ٍ وشفقهْ ذاك الذي يحكي لنا المسكُ قديماً عرقه ولا يرى اللَّه العلا تسلك إلا طُرقه ذاك الذي من مائه أنبت عودي ورَقه ومن أماديحي له من كِيسه لا سرقه.
قد أخلق الناسُ الهدايا كلها إلا الكلامَ فإنه لم يخلقِ فجعلتُ إهدائي إليك قصيدة بكراً بخاتَم ربِّها لم تُفتقِ.
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه ولا يشبَّه سقياه بسقياك نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحتَ في عامهِ كلِّه بالماء كفاكا وما أردتَ بإغباب الندى قسماً إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا اجممت حسرى آياديك التي ثَقلتْ على الكواهل حتى آدها ذاك كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى إغبابها بل همُ ملوا عطاياكا وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا تدَّبرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم وما بخلتَ وما أمسكتَ مُمْساكا.
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على نفسٍ تمرُّ بها لوعاتُ هجرانِكْ لشاهدٌ حالفٌ للحالفينَ لها بأنَّ سرَّك فيه مثلُ إعلانِكْ قد أوبقتني ذنوبٌ لستُ أعرِفُها فاجعلْ تغمُّدَها من بعض إحسانكْ وارفُق بنفسٍ فلم تعْمَهْ وأنْ جَهِلْت مقدارُ زلتها مقدارُغفرانك فإنْ أبيتَ لَأيمانٍ مؤكدة فبَذْلُك العفوَ كفاراتُ أيمانك عاقبتني بعقابٍ لا أقومُ له وأنت تَحرَجُ من تقويمِ غلمانِك لا تجعلنّي قذاة َ الكأسِ مقلية ًبعد اعتداديَ من منفوسِ ريحانك.
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرازِ أو استعدُّ كأقْرانِكا أرى النفْسَ يقْعُدُ بي عَزْمُها إذا ما هممتُ بإتْيانِكا لِما وَضَعَ الدهرُ من هِمَّتِي وما رفع اللَّهُ منْ شأنِكا أهابُكَ هَيْبة َ مُسْتَعظم لَقَدْرِكَ لا قَدْرِ سُلْطانِكا وبعدُ فما حالتي حالة ٌ أراني بها أهْلِ غِشيانكا فلَيس بعزْمِي نهوضٌ إليكَ إنْ لم تُعِنْهُ بأعْوانكا ولو شِئْتَ قلت أقمْ راشداًفلا ذنبَ لي بل لِحرْمانكا ولكن أبتْ لك ذاك العُلا وطيبُ عُصارة عِيدانِكا.