خواطرى حول القرآن الكريم لا تعنى تفسيراً للقرآن .. وإنما هى هبات صفائية ، تخطر على قلب مؤمن فى آية أو بضع آيات ، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر ، لكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أولى الناس بتفسيره ، لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلّغ وبه علم وعمل ، وله ظهرت معجزاته ، ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اكتفى أن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التى تبين لهم أحكام التكليف فى القرآن الكريم وهى افعل ولا تفعل ، أما الأسرار المكتنزة فى القرآن حول الوجود ، فقد اكتفى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما علم منها ، لأنها بمقياس العقل فى هذا الوقت لم تكن العقول تستطيع أن تتقبلها ، وكان طرح هذه الموضوعات سيثير جدلاً يفسد قضية الدين ، ويجعل الناس ينصرفون عن فهم منهج الله فى العبادة إلى جدل حول قضايا لن يصلوا فيها إلى شيء.